عــاد إلـى الجزائر عام 1927 واتخذ من تبسةقلعة الثوار وموطن العلماء ومهد الحضارات مركزاً له وفى مسجد صغير في قلب المدينة انطلق الـشيخ في دروسه التعليمية وواصل الليل بالنهار لإنقاذ هذا الشعب من الجهـل وذل الاستعمار الفرنسي للجزائر، وبدأت آثار هذا الجهد تظهر في التغيير الاجتماعي والنفسي لأهل تبـسة؛ حيث بدأت تختفوالأستاذ التبسي - كما شــهـد الاختبار وصدق التجربة - مدير بارع ومربٍ كامل خرجته الكليتان الزيتونة بالقطر التونسي حيث كان عمره 18 سنة فحفظ القران وتعلم تفسيره كما تعلم علوم الفقه والتوحيد والعقيدة وبعدها الأزهر بمصر فهناك تحصل على الشهادة العالمية في الغلوم الإسلامية من منبع القران والسيرة النبوية، فجاءت هذه العوامل في رجل يملأ جوامع الدين ومجامع العلم ومحافل الأدب".
وفي عام 1956 انتقل الشيخ إلى العاصمة لإدارة شؤون الجمعية فيها، واستأنف دروسه في التفسير وكان شجاعاً لا يخاف فرنسا وبـطـشـها، يتكلم بالحق، ويدعو للجهاد ولم يأبه لتحذير الناصحين المحبين له الذين خافوا عـلـيـه من فرنسا والتي كانت تعلم مكانته بين صفوف الجماهير، وأثره عندما يدعوها للجهاد، وهــو ليس من الناس الذين يتكلمون ولا يفعلون، بل يقول:"لو كنت في صحتي وشبابي ما زدت (1) يوماً واحداً في المدينة ؛ أُسرع إلى الجبل، فأحمل السلاح، فأقاتل مع المجاهدين".وفي اليوم الثالث من شهر رمضان الموافق لتاريخ 04 افريل 1957 اقتحمت مجموعة مسلحة منزله الكائن بالجزائر العاصمة واختطفته وهكذا استشهد الشيخ في سبيل الله ودفا عا عن الوطن وانتقل إلى رحمة الله في ظروف غامضة وتاريخه المجيد خير دليل على رموز النمامششة التي بقيت معانقة السماء كاسوار المدينة العالية وجبالها التي تشهد لقوة بطش ابنائها والصمود في وجه اعدائهافالمجد والخلود لشهدائنا الابرار وتحيا الجزائر.
وفي 17 من نيسان (أبريل) عام 1957 امـتـدت يد منظمة الجيش السري الذي شكَّله غلاة الفرنسيين المتعصبين لتخطف الشيخ العربي من منزله، وليكون في عدد الشهداء، رحمة واسعة. و اكتشف قبره بمدينة (عين الذهب ) بولاية تيارت و التي تبعد حوالي 60 كلم عن عاصمة الولاية.
هؤلاء أبرز فرسان جمعية العلماء المسلمين الذين كرسوا حياتهم في خدمة الوطن والدين وكان لها الدور الأكبر في إبراز هوية المجتمع الجزائر.